هل أنت ذاكرتك؟
2 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
هل أنت ذاكرتك؟
أثناء القراءة عن موضوع شيّق يسمى بالحلم الواعى lucid dreaming-وهو
الحلم الذى تنتبه أثناءه أنك تحلم فيكون بوسعك أن تفعل أى شىء تريده- خطر
على بالى سلسلة من التساؤلات المثيرة.. ماذا لو عُرض عليك دفع نقود أثناء
اليقظة كى تتمكن من معايشة هذه التجربة شريطة أن تنسى الحلم عندما تستيقظ،
هل ستقبل العرض؟ والعكس.. ماذا لو عُرض عليك مبلغاً طائلاً مقابل أن تحلم
بكوابيس بشعة كل ليلة لكنك لن تتذكر أياً منها عند الإستيقاظ، هل ستقبل
المال؟ إن قبلته، سنصعب الموضوع قليلاً ونتخيل أن الكابوس سيمر عليك أثناء
النوم كأنه ملايين السنين لكنك لن تتذكر شيئاً منه إبان الإستيقاظ، هل
ستقبل المبلغ فى هذه الحالة أيضاً؟
فى الحقيقة إن قبولك أو رفضك لتلك الصفقات يدل على شىء لا يخطر ببالك.. وهو
مستوى أنانيتك. فعندما نفصل تماماً بين ذاكرتك وأنت مستيقظ وذاكرتك وأنت
نائم تتحول أثناء نومك -عملياً- إلى شخص آخر لا علاقة له بالشخص الأول!
وتكون الصفقة هنا أشبه بمن يعرض عليك دفْع نقود كى يستمتع شخص آخر، أو أخْذ
نقود كى يتعذب شخص آخر
وهذا جرّنى بطبيعة الحال إلى سؤال أعمق، وهو هل يجوز محاسبة إنساناً فقد
ذاكرته على شىء فعله قبل فقدانها؟ فلو إعتبرنا أن الإنسان هو ذاكرته بموجب
الأمثلة السابقة فسيكون فقدانها أشبه بفقدان الهوية، وكأن هذا الشخص صار
إنساناً مختلفاً تماماً ومن ثَم لا يمكن محاسبته على ما فعله إنسان "آخر".
ويفتح هذا الباب أيضاً أسئلة عن فلسفة الأديان القائلة بتناسخ الأراوح..
فإن قلت لك أنك ستولد فى جسد شخص تعيس أو شخص معاق إن إرتكبت ذنوباً فى
الحياة، لماذا ستهتم؟ فالذى سيعانى من التعاسة أو الإعاقة هو شخص غيرك
بعدما تكون أنت مت وإنتهيت. وإضافة لذلك يبقى سؤال سخيف.. ماذا لو نقلنا
ذاكرة إنسان إلى آخر، هل سيستحق الآخر أن يعاقَب على جرائم الأول؟ وسؤال
أسخف: ماذا لو استنسخنا نسخة طبق الأصل منك بما فيها ذكرياتك ثم قتلناك..
هل تكون أنت أم لا؟
وقبل أن تتهمنى بالمبالغة فى الفلسفة والإنفصام عن الواقع دعنى أذكر لك
اكتشافين علميين لم يمر عليهما سوى أيام قلائل.. وهما تمكن العلماء من
إزالة ذكريات معينة دون غيرها من أدمغة الفئران[1]، والأدهى هو تمكنهم من
زراعة ذكريات كاذبة فى أدمغتها باستخدام أدوية خاصة[2]. ولن يمر من الوقت
الكثير قبل تمكنهم من تكرار نفس التأثير فى البشر.. وسرعان ما سيهرع
لاستخدام تلك الأدوية مؤسسات الإستخبارات على وجه الخصوص وحكومات الأنظمة
القمعية على طريقة أفلام الخيال العلمى (وهذا بافتراض عدم وصولهم لتك
الإكتشافات سراً قبل الإعلان عنها أصلاً)، مما يعنى أن أى ذكريات لنا لن
تكون مؤكدة. فكيف سيغير ذلك من نظرتنا للعالم ولأنفسنا؟ سؤال أترك القارىء
متصدع الرأس الإجابة عليه.. شريطة تأكده من قراءته حقاً!
الحلم الذى تنتبه أثناءه أنك تحلم فيكون بوسعك أن تفعل أى شىء تريده- خطر
على بالى سلسلة من التساؤلات المثيرة.. ماذا لو عُرض عليك دفع نقود أثناء
اليقظة كى تتمكن من معايشة هذه التجربة شريطة أن تنسى الحلم عندما تستيقظ،
هل ستقبل العرض؟ والعكس.. ماذا لو عُرض عليك مبلغاً طائلاً مقابل أن تحلم
بكوابيس بشعة كل ليلة لكنك لن تتذكر أياً منها عند الإستيقاظ، هل ستقبل
المال؟ إن قبلته، سنصعب الموضوع قليلاً ونتخيل أن الكابوس سيمر عليك أثناء
النوم كأنه ملايين السنين لكنك لن تتذكر شيئاً منه إبان الإستيقاظ، هل
ستقبل المبلغ فى هذه الحالة أيضاً؟
فى الحقيقة إن قبولك أو رفضك لتلك الصفقات يدل على شىء لا يخطر ببالك.. وهو
مستوى أنانيتك. فعندما نفصل تماماً بين ذاكرتك وأنت مستيقظ وذاكرتك وأنت
نائم تتحول أثناء نومك -عملياً- إلى شخص آخر لا علاقة له بالشخص الأول!
وتكون الصفقة هنا أشبه بمن يعرض عليك دفْع نقود كى يستمتع شخص آخر، أو أخْذ
نقود كى يتعذب شخص آخر
وهذا جرّنى بطبيعة الحال إلى سؤال أعمق، وهو هل يجوز محاسبة إنساناً فقد
ذاكرته على شىء فعله قبل فقدانها؟ فلو إعتبرنا أن الإنسان هو ذاكرته بموجب
الأمثلة السابقة فسيكون فقدانها أشبه بفقدان الهوية، وكأن هذا الشخص صار
إنساناً مختلفاً تماماً ومن ثَم لا يمكن محاسبته على ما فعله إنسان "آخر".
ويفتح هذا الباب أيضاً أسئلة عن فلسفة الأديان القائلة بتناسخ الأراوح..
فإن قلت لك أنك ستولد فى جسد شخص تعيس أو شخص معاق إن إرتكبت ذنوباً فى
الحياة، لماذا ستهتم؟ فالذى سيعانى من التعاسة أو الإعاقة هو شخص غيرك
بعدما تكون أنت مت وإنتهيت. وإضافة لذلك يبقى سؤال سخيف.. ماذا لو نقلنا
ذاكرة إنسان إلى آخر، هل سيستحق الآخر أن يعاقَب على جرائم الأول؟ وسؤال
أسخف: ماذا لو استنسخنا نسخة طبق الأصل منك بما فيها ذكرياتك ثم قتلناك..
هل تكون أنت أم لا؟
وقبل أن تتهمنى بالمبالغة فى الفلسفة والإنفصام عن الواقع دعنى أذكر لك
اكتشافين علميين لم يمر عليهما سوى أيام قلائل.. وهما تمكن العلماء من
إزالة ذكريات معينة دون غيرها من أدمغة الفئران[1]، والأدهى هو تمكنهم من
زراعة ذكريات كاذبة فى أدمغتها باستخدام أدوية خاصة[2]. ولن يمر من الوقت
الكثير قبل تمكنهم من تكرار نفس التأثير فى البشر.. وسرعان ما سيهرع
لاستخدام تلك الأدوية مؤسسات الإستخبارات على وجه الخصوص وحكومات الأنظمة
القمعية على طريقة أفلام الخيال العلمى (وهذا بافتراض عدم وصولهم لتك
الإكتشافات سراً قبل الإعلان عنها أصلاً)، مما يعنى أن أى ذكريات لنا لن
تكون مؤكدة. فكيف سيغير ذلك من نظرتنا للعالم ولأنفسنا؟ سؤال أترك القارىء
متصدع الرأس الإجابة عليه.. شريطة تأكده من قراءته حقاً!
Mr.P R ! N C E- عضو نشيط
- عدد المساهمات : 50
تاريخ التسجيل : 13/06/2012
العمر : 30
الموقع : http://barcelona.arabepro.com/
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى